قائمة المدونات الإلكترونية

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

دعوة الى الحب ..........دعوة الى الانطلاق


          قد يستغرب القُراء أني اكتب, لانه في السابق لم يعهد احد علي أيه بوادر  أدبية,  أو ميل تجاه الادب, ولكني أُوكد لكم ان كل شخص فينا لديه مثل هذا الميل للتعبير عن نفسه , فاما ان يُنمي قدرته على التعبير  و يطورها و يعبر عنها واٍما يُهملها فيقتلها الى الابد, وقد أُتيحت فيما أُتيح لي من فُرص ان أخلو بنفسي في جو من الحرية التامة والاستقلال وأن أُنمي هذه البذرة الايجابية عن طريق القراءة و متابعة الاشخاص ذوي القدرة العالية على التعبير عن انفسهم في شتى المجالات من نثر وشعر  و موسيقى او اي نوع اخر من انواع الفنون, وقد اتاحت لي فرصة الاطلاع على عدد من المدونات الالكترونية وقدر ة اصحابها على طرح المعلومات بكل تركيز وكثافة الى تنمية موهبة القراءة لدي, ثم انتقلت بعد ذلك لقراءة الروايات الادبية الخفيفة, ثم اصبح عندي شغف للقراءة, قراءة الروايات الطويلة مع الاستمتاع في الاستماع الى الموسيقى الهادئة في جو  يُتيح لك التأمل في الحياة وتُعطي نفسك الفرصة الكاملة في التعبير عنها بافضل اسلوب.
                 لقد وصلت الى حد لم يعد يُجدي معه الصمت أبداً, وجاء دور البوح بما افكر فيه مُعبرا عن تجربة فريده, بعيد عن اي نمط ادبي و بعيد عن أي محاولة لتصنيفها أو تصنيف صاحبها, مجرد مشاعر متضاربة وربما متناقضة بعض الاحيان ولكنها جميعها ايجابية انيقة تجاه الاخرين, كمية لا نهائية من العطاء والحب والامل, هذه الكلمات لا تخاطب احدا بحد ذاته, وانما روح الانسان داخل كل فرد فينا, كل انسان لديه الكثير من العواطف تجاه كل من حوله, واقوى تلك العواطف هي عاطفة الحب. ليس الحب الذي يكون بين الذكر و الانثىو العاشق ومعشوقته, وانما الحب الانساني الراقيو الحب الاخوي, الحب الابوي, حب الام لاطفالها الخالي من مشاعر الخوف او الرغبة في التفوق على باقي البشر.
           اثناء الاستمتاع في الاستماع الى المعزوفات الموسيقية على العود او البيانو او حتى الناي,  تتفجر مشاعرك نحو الحياة الانسانية الراقية بغض النظر عن المستوى المادي الذي تعيش فيه, فالحياة الجميلة لا تتحدد فقط بكم تملك من المال وانما بكم الراحة النفسية وكمية الحب التي تمنحها لنفسك ومن هم حولك والاَخرين بغض النظر ان كانو هؤلاء من اصداقائك او حتى من ليس بينك وبينهم ايه مشاعر عداء او صداقة.
           لقد  كتبت معبرا عن المشاعر,  وان المشاعر بطبيعتها تحتاج وسطا مناسبا لتتفاعل فيه واذ ان تلك المشاعر ستموت اذ لم تجد من يحافظ عليها وينميها, فاني ادعو كل واحد منكم لبذل المحاولات في  التعبير عن مشاعره وتبادلها مع الاخرين عن طريق الافصاح والبوح عنها  بطريقة انيقة مهذبة تكسر الحواجز وتُذيب الجليد. عبر عن مشاعرك, اي شيء يخطر في بالك حتى لو بعيدا عن صلب الموضوع, حتى تصل الى حالة تستطيع عندها ايجاد ارضية مشتركة من التفاهم مع من هم حولك .
    بعيدا عن شماعات الظروف القاهرة للابداع, فاني اعترف ان مشاعرنا وعواطفنا الانسانية قد تجمدت و تكلست عبر الزمن بفعل عوامل عدة اهمها الانهزام امام الواقع الصعب بكل ما فيه من اهوال لا مجال لذكرها, واصبحنا اقل قدرة على النقاش و التفاهم حول بعض المسلمات الحياتية, لكن في المقابل ورغم كل ضعفنا اعتقد اننا مازلنا نملك القدرة على تحسين واقعنا الاجتماعي في الدائرة الضيقة( الاسرة) و الدائرة الاوسع (المجتمع) لان هذا الواقع نتحكم به بايدينا كل يوم, ان هذا الواقع هو نحن, نتحكم في انفسنا بشكل مباشر, و بأيدينا تغير واقعنا(الاجتماعي على الاقل) بكل سهولة دون ان نتعرض لاي ضغوط قاهرة ولن يكلفنا هذا اي شيء , من يقرأ هذا الكلام يعتقد اني انسان غارق في الاحلام لا اعرف شيئا عن الواقع الصعب لمجتمعنا ومنعزل عنه, لكن أُأكد ان الفكرة المطروحة رغم انها تعتمد على كل فرد فينا, فهي لا تحتاج لمجهود خارق او معجزات سماوية لتحقيقها.
                الثورة الحقيقية هي ان نغير انفسنا للافضل, للاجمل, ان نزرع في انفسنا حب القراءة, قراءة اي شيء وكل شيء, شعر او نثر, سياسة او  دين, اي شيء يزرع وينمي داخلنا الافكار الجميلة, والقدرة على الحوار لا الجدال, المشاعر الايجابية تجاه الاخرين, وقابلية الاختلاف وتفهمه ايضا, لان الاختلاف سنة كونية لولاها لفسدت الارض. نرقق قلوبنا ونفكر قليلا في الاخرين, فكر بنفسك ايضا واطرح التساؤل: هل تستحق الحياه ان نعيشها في هم ونكد معظمه نصنعه بايدينا؟ التساؤلات كثيرة وهذا المقال لا يريد ان ينتهي.
     سوف تسالني من اين لك بكل هذه الثقة وهذا الامل؟, وسوف اقول لك ان واقعنا يتغير والمؤشرات على ذلك كثيرة لا داعي لذكرها, اهمها اني شخصيا قررت واقتنعت انه يتغير وبسرعة البرق, فقط نحتاج الى العمل باجتهاد وبصمت, كي يتغير كل انسان منا الى الافضل, نتغير من جوهرنا, لا اطمع الى ذلك فورا ولكن عندي ثقة انها مسألة وقت قليل باذن الله.
 

هناك تعليق واحد: